سؤال مهم واكيد واكيد بعض النساء فكروا في هذا السؤال .......
الموضوع طويل بس شيق ومفيد جداً وبلاخص لل MAles يعني الذكور
توقفت عند السؤال واتجهت الى سنة النبي صلى الله عليه وسلم أبحث عن الإجابة.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول، قيل: ما الرسول يا رسول الله؟ قال: القبلة والكلام".
وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام "ثلاثة من العجز"، وذكر منها أن يقارب الرجل زوجته فيصيبها قبل أن يحدثها ويؤانسها، ويقضي حاجته منها قبل أن تقضي حاجته منه [رواه الديلمي في كتابه سند الفردوس]. ورواه أبو يعلى في مسنده بلفظ "إذا جامع أحدكم أهله فليصدقها فإذا قضى حاجته قبل أن تقضي حاجتها فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها".
وأيضا قوله عليه الصلاة والسلام: "ولك في جماع زوجتك أجر، قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟! فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر".
توجيه نبوي ..
أي توجيه إنساني في علاقة الرجل بالمرأة أعظم من هذا التوجيه النبوي، إنه يرقى به إلى مستوى الطاعة والعبادة، وهذا ليس أمرا عارضا في التوجيه النبوي، إنه من أول ليلة، ليلة الزفاف، حيث تجد أنه من السنة أن يصلي الرجل بزوجته ركعتين ثم يضع يده على ناصيتها ويدعو الله أن يرزقه خيرها، ثم هو عندما يبدأ الجماع يدعو الله أن يجنبه الشيطان ويجنب الشيطان ما رزقه، ويجعل ذلك سببا في انفراد الإنسان بالتمتع بزوجته فلا يشاركه الشيطان ذلك.
إذن فالمسألة ليست للترغيب في الجماع فقط, ولكن حتى يقبل عليه الرجال في حالة نفسية وروحانية، مثل إقبالهم على الطاعة التي تزيد حسناتهم..
الرجل يأتي متعته ويحصل على أجر، إن زوجاتكم مصدر أجر لكم وأنتم تحصلون على متعتكم منهن.
إنه يهيئ الرجال أن يتعاملوا مع النساء بأفضل صورة وفي أحسن حالة نفسية، إنه يخرج المسألة من كونها رغبة أو شهوة جسدية إلى حالة روحانية يذكر الإنسان فيها الله في أولها، ويحصل على أجر في آخرها، إنه حث واضح على إعطاء الزوجة حقها في الجماع.
أرأيت إن وضعه في حرام أيكون عليه وزر؟!
أرأيت من يترك زوجته ويمارس العادة السرية؟!
أرأيت من يترك زوجته إلى عشيقة أو رفيقة؟!
وتكتمل الصورة في مشاهد ليلة الإسراء والمعراج ليرى الرجل الذي يترك الطعام الطيب ويأكل الطعام الفاسد الخبيث.. إنه الرجل الذي يهجر زوجته التي هي حل له ويلجأ إلى الزنا والحرام.. أي نذير للرجل الذي يهجر زوجته أشد من ذلك؟! وأي تكريم ومراعاة للمرأة أعظم من ذلك؟!.
الكلام أولا ..
ولم يترك النبي الرجل ليفعل ذلك بأي صورة أو أداء للواجب أو الوظيفة المطلوب منه أداؤها؛ فيجعل من العجز، أي من عدم اكتمال الرجولة، أي من عجز الرجل أن يكون رجلا كما ينبغي، أي من العجز النفسي والعاطفي والجنسي للرجل أن يقارب الرجل زوجته فيصيبها قبل أن يحدثها ويؤانسها ويقضي حاجته منها قبل أن تقضي حاجتها منه.
إنه الكلام أولا، وليس أي كلام ولكنه كلام يؤدي إلى المؤانسة، ثم هي المؤانسة بكل ما توحيه هذه الكلمة من معانٍ، كل ما يجعل زوجة تأنس لزوجها من همس ولمس وقبل و...، و... إنها مراحل الجماع التي وصفها "ماستر وجانسون" بعد 14 قرنا، يصفها الرسول الكريم بنفس الترتيب لندخل في مرحلة الجماع الفعلي، فلا يُترك الرجل لنفسه يحصل على متعته ويصل لذروته ثم يقوم عن المرأة دون مراعاة لاحتياجاتها أو لوصولها إلى ذروة المتعة.
فتوجيه الرسول الكريم واضح؛ فهو يدعو الرجل إلى حالة من التكيف والتفاهم والحوار الجنسي بينه وبين زوجته تجعلهما يقضيان حاجتهما معا في نفس الوقت، في نفس اللحظة، أي يا أيها الرجل احرص على الوصول أنت وزوجتك إلى ذروة المتعة في نفس اللحظة، فلا تتعجل، ولا تسبقها.
وفي النص الآخر يصف حالة أخرى يقضي فيها الرجل حاجته قبل زوجته لأي سبب من الأسباب، فيكون التوجيه الصارم "فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها"، لا تتعجلها بكلمة أو حركة يبدو منها امتعاضك فتخرج من الجو النفسي الذي تعيشه فلا تحصل على حاجتها منك، كما حصلت على حاجتك منها..
وانظر إلى هذا التساوي في اللفظ، إنها حاجته مقابل حاجة، لا فضل لأحد على الآخر، ولا أولوية لأحد.. أنت تحصل على حاجتك وهي تحصل على حاجتها.. أنتما متساويان متوازيان متكافئان؛ فالمتعة متبادلة، متفاعلة، شراكة بين طرفين.
والعجيب أن هذا التوجيه النبوي على مستوى كيفية الأداء هو توجيه للرجل لم نجد له نصا مماثلا للمرأة، بمعنى أن التوجيه للمرأة يبدو أنه على مستوى الكم، فكلما طلبها اجتهدت في تلبية طلبه، ولكن الرجل مطالب بتحسين الأداء على مستوى الكيف، لا بد أن يحسن للمرأة كما وكيفا؛ لأنه من المفترض أن الرجل هو الذي يقود العلاقة فيكون هو من يبدأ فإن أحسن الأداء كانت التحية بأحسن منها من زوجته.
الهدية ضرورية ..
هل نتوقف عند كلمة "فليصدقها" في الحديث الشريف ونقول كيف فسرها بعضهم بمعنى الصداق؟ أي أن الرجل لا بد أن يصدق زوجته بأي شيء، أي يعطيها هدية يتحبب بها إليها، نعم مع كل علاقة يقدم الرجل ما يحبب المرأة إليه في رمز لاحتياجه ورغبته واشتياقه، أي روعة، وأي تعبير راقٍ عن العلاقة بين الجنسين تعبر عنهما هذه اللغة، إنه لقاء مهم للرجل يستعد له فيحضر الهدية المناسبة التي ترضي زوجته ويقدمها لها فتشعر الزوجة برغبته فيها وهو يعبر بالكلام الذي يؤنسها ويهيئها لهذا اللقاء.
"فلا يقع أحدكم على زوجته كالبهيمة حتى يجعل بينه وبينها رسولا إنه القبلة والكلام"، فهم فقهاؤنا هذه الروح من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك وقفوا كثيرا عند حقوق المرأة في العلاقة الجنسية، فبدءوا من مناقشة عدد مرات النكاح وهل هي مرة في الأسبوع، أم مرة كل أربعة أيام، أم بما يؤدي إلى إشباع حاجتها وحاجته وكان هذا هو الأغلب وهو حد الكفاية، واعتبروا ذلك من واجبات الزوج نحو زوجته مثلما هو واجب الزوجة نحو زوجها.
كما اعتبروا عدم قيام الرجل بهذا الحق من أسباب مطالبة المرأة بالطلاق؛ لأن هذا الأمر يوقعها في الفتنة ويجرح مشاعرها، وفي كل ذلك كانوا يتحدثون بلغة راقية من يقرؤها يتعجب من التفاتهم إلى نفسية المرأة ومشاعرها وحرصهم الشديد عليها.
نكمل المسيرة مع الرسول الكريم، "فلا تعزل الحرة إلا بإذنها"، والعزل هو أن يتم القذف خارج المهبل كصورة من صور منع الحمل كان يستخدمها وما زال يستخدمها الكثيرون، هذه اللحظة الخاصة جدا هي حق للمرأة؛ لأنها لحظة وصولها لذروة المتعة من خلال الإيلاج والقذف، فلا يحق للرجل أن يحرم المرأة من حقها في الاستمتاع بهذه اللحظة إلا بإذنها، إن هي رأت أن هذه الوسيلة هي الأفضل لها وآذنت بذلك وتم الاتفاق عليه فليتم العزل وإلا فلا يصح ولا يحق للرجل أن يفعل ذلك.
إنه الحرص الشديد على مشاعر المرأة والذي يصل إلى مراعاة الذوق معها أو ما يسميه المحدثون "أصول الإتيكيت" فيدعو النبي الرجل إلى التزين لزوجته والاهتمام بمظهره، ويذكر أنهن يحببن من الرجال ما يحبه الرجال من النساء في التزين وحسن المظهر.
وفي لفتة رائعة ينهي رسولنا الكريم الرجال العائدين من السفر أو الغزو من مفاجأة زوجاتهم بالدخول عليهم دون سابق إنذار أو إعداد من الطرفين، وكان هو نفسه القدوة في ذلك، فإذا ما كان عائدا من غزوة أو سرية واقترب من المدينة حط رحاله هو وصحابته بالقرب من المدينة وأرسل الأخبار بقرب مقدمه هو وأصحابه، ليس من أجل أن تستعد النساء فقط لاستقبال أزواجهن، ولكن حتى يستعد الرجال أيضا فيصلحوا من شأنهم ويزيلوا آثار السفر والعناء من على أجسادهم وأنفسهم، فإذا ما كان اللقاء بعد شوق وحنين بين الأزواج والزوجات كان لقاء قد تم التهيؤ له، أي لقاء هذا وما هو شكله وكيف سيتم بين طرفين قد تهيأ له، فالزوجة قد علمت واهتمت والزوج قد استعد وارتاح، أي ذوقيات هذه وبأي مقياس تقاس؟!
غياب الزوج ..
سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه التلميذ النجيب في مدرسة النبوة يمر في طرقات المدينة للاطلاع على أحوال الناس من داخل الخيمة يأتيه صوت المرأة الشاكية حالها من غياب زوجها الذي طال، ويعرف الفاروق أن زوج المرأة على ثغر من ثغور الإسلام يجاهد ويقاتل هناك بعيدا يتوجه الخليفة صاحب الحس الإنساني المرهف إلى ابنته حفصة زوجة الرسول الكريم.
إنه يتوجه إلى الخبيرة بنفس المرأة ومشاعرها، ويسألها يا حفصة كم تصبر المرأة على غياب زوجها؟ تجيب الخبيرة بشئون المرأة ثلاثة أشهر، يخرج عمر ليصدر قرارا جمهوريًّا في أمر من أمور الأمن القومي، قرارا خطيرا يترتب عليه من تغيير نظام الجنود والجيش، قرارا يؤثر فعليا على أمن البلاد بألا يسمح لجندي بالغياب في مكان خدمته أكثر من ثلاثة شهور يعود بعدها لزوجته.
هل نتصور ما تكلفة مثل هذا القرار وما آثاره وما الترتيبات الإدارية والنظامية من أجل تنفيذه؟
وما يمكن أن يسببه من ارتباك في حالة الأمن على الجبهة القتالية لحين استقرار الأوضاع؟
كل ذلك كان واضحا أمام عمر رضي الله عنه وهو يتخذ قراره، ولكنها الإنسانية التي تعلمها من رسوله، ولكنها مراعاة شعور المرأة واحتياجاتها، كل ذلك كان عند عمر أهم من الأمن القومي؛ لأن الأمن القومي يبدأ من الأمن الداخلي، والأمن الداخلي هو أمن النفوس واطمئنانها؛ لذا كان هذا القرار العمري من أجل مراعاة احتياجات المرأة ومشاعرها.
إنه منهج القرآن الكريم في التعامل مع العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة وكيف أنها علاقة متبادلة متوازنة، إنه منهج الوسطية والاعتدال الذي ما كان ليميل لأحد على حساب الآخر، ولكن الأمر يحتاج إلى عقول تعي وقلوب تستوعب، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
الموضوع طويل بس شيق ومفيد جداً وبلاخص لل MAles يعني الذكور
توقفت عند السؤال واتجهت الى سنة النبي صلى الله عليه وسلم أبحث عن الإجابة.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول، قيل: ما الرسول يا رسول الله؟ قال: القبلة والكلام".
وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام "ثلاثة من العجز"، وذكر منها أن يقارب الرجل زوجته فيصيبها قبل أن يحدثها ويؤانسها، ويقضي حاجته منها قبل أن تقضي حاجته منه [رواه الديلمي في كتابه سند الفردوس]. ورواه أبو يعلى في مسنده بلفظ "إذا جامع أحدكم أهله فليصدقها فإذا قضى حاجته قبل أن تقضي حاجتها فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها".
وأيضا قوله عليه الصلاة والسلام: "ولك في جماع زوجتك أجر، قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟! فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر".
توجيه نبوي ..
أي توجيه إنساني في علاقة الرجل بالمرأة أعظم من هذا التوجيه النبوي، إنه يرقى به إلى مستوى الطاعة والعبادة، وهذا ليس أمرا عارضا في التوجيه النبوي، إنه من أول ليلة، ليلة الزفاف، حيث تجد أنه من السنة أن يصلي الرجل بزوجته ركعتين ثم يضع يده على ناصيتها ويدعو الله أن يرزقه خيرها، ثم هو عندما يبدأ الجماع يدعو الله أن يجنبه الشيطان ويجنب الشيطان ما رزقه، ويجعل ذلك سببا في انفراد الإنسان بالتمتع بزوجته فلا يشاركه الشيطان ذلك.
إذن فالمسألة ليست للترغيب في الجماع فقط, ولكن حتى يقبل عليه الرجال في حالة نفسية وروحانية، مثل إقبالهم على الطاعة التي تزيد حسناتهم..
الرجل يأتي متعته ويحصل على أجر، إن زوجاتكم مصدر أجر لكم وأنتم تحصلون على متعتكم منهن.
إنه يهيئ الرجال أن يتعاملوا مع النساء بأفضل صورة وفي أحسن حالة نفسية، إنه يخرج المسألة من كونها رغبة أو شهوة جسدية إلى حالة روحانية يذكر الإنسان فيها الله في أولها، ويحصل على أجر في آخرها، إنه حث واضح على إعطاء الزوجة حقها في الجماع.
أرأيت إن وضعه في حرام أيكون عليه وزر؟!
أرأيت من يترك زوجته ويمارس العادة السرية؟!
أرأيت من يترك زوجته إلى عشيقة أو رفيقة؟!
وتكتمل الصورة في مشاهد ليلة الإسراء والمعراج ليرى الرجل الذي يترك الطعام الطيب ويأكل الطعام الفاسد الخبيث.. إنه الرجل الذي يهجر زوجته التي هي حل له ويلجأ إلى الزنا والحرام.. أي نذير للرجل الذي يهجر زوجته أشد من ذلك؟! وأي تكريم ومراعاة للمرأة أعظم من ذلك؟!.
الكلام أولا ..
ولم يترك النبي الرجل ليفعل ذلك بأي صورة أو أداء للواجب أو الوظيفة المطلوب منه أداؤها؛ فيجعل من العجز، أي من عدم اكتمال الرجولة، أي من عجز الرجل أن يكون رجلا كما ينبغي، أي من العجز النفسي والعاطفي والجنسي للرجل أن يقارب الرجل زوجته فيصيبها قبل أن يحدثها ويؤانسها ويقضي حاجته منها قبل أن تقضي حاجتها منه.
إنه الكلام أولا، وليس أي كلام ولكنه كلام يؤدي إلى المؤانسة، ثم هي المؤانسة بكل ما توحيه هذه الكلمة من معانٍ، كل ما يجعل زوجة تأنس لزوجها من همس ولمس وقبل و...، و... إنها مراحل الجماع التي وصفها "ماستر وجانسون" بعد 14 قرنا، يصفها الرسول الكريم بنفس الترتيب لندخل في مرحلة الجماع الفعلي، فلا يُترك الرجل لنفسه يحصل على متعته ويصل لذروته ثم يقوم عن المرأة دون مراعاة لاحتياجاتها أو لوصولها إلى ذروة المتعة.
فتوجيه الرسول الكريم واضح؛ فهو يدعو الرجل إلى حالة من التكيف والتفاهم والحوار الجنسي بينه وبين زوجته تجعلهما يقضيان حاجتهما معا في نفس الوقت، في نفس اللحظة، أي يا أيها الرجل احرص على الوصول أنت وزوجتك إلى ذروة المتعة في نفس اللحظة، فلا تتعجل، ولا تسبقها.
وفي النص الآخر يصف حالة أخرى يقضي فيها الرجل حاجته قبل زوجته لأي سبب من الأسباب، فيكون التوجيه الصارم "فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها"، لا تتعجلها بكلمة أو حركة يبدو منها امتعاضك فتخرج من الجو النفسي الذي تعيشه فلا تحصل على حاجتها منك، كما حصلت على حاجتك منها..
وانظر إلى هذا التساوي في اللفظ، إنها حاجته مقابل حاجة، لا فضل لأحد على الآخر، ولا أولوية لأحد.. أنت تحصل على حاجتك وهي تحصل على حاجتها.. أنتما متساويان متوازيان متكافئان؛ فالمتعة متبادلة، متفاعلة، شراكة بين طرفين.
والعجيب أن هذا التوجيه النبوي على مستوى كيفية الأداء هو توجيه للرجل لم نجد له نصا مماثلا للمرأة، بمعنى أن التوجيه للمرأة يبدو أنه على مستوى الكم، فكلما طلبها اجتهدت في تلبية طلبه، ولكن الرجل مطالب بتحسين الأداء على مستوى الكيف، لا بد أن يحسن للمرأة كما وكيفا؛ لأنه من المفترض أن الرجل هو الذي يقود العلاقة فيكون هو من يبدأ فإن أحسن الأداء كانت التحية بأحسن منها من زوجته.
الهدية ضرورية ..
هل نتوقف عند كلمة "فليصدقها" في الحديث الشريف ونقول كيف فسرها بعضهم بمعنى الصداق؟ أي أن الرجل لا بد أن يصدق زوجته بأي شيء، أي يعطيها هدية يتحبب بها إليها، نعم مع كل علاقة يقدم الرجل ما يحبب المرأة إليه في رمز لاحتياجه ورغبته واشتياقه، أي روعة، وأي تعبير راقٍ عن العلاقة بين الجنسين تعبر عنهما هذه اللغة، إنه لقاء مهم للرجل يستعد له فيحضر الهدية المناسبة التي ترضي زوجته ويقدمها لها فتشعر الزوجة برغبته فيها وهو يعبر بالكلام الذي يؤنسها ويهيئها لهذا اللقاء.
"فلا يقع أحدكم على زوجته كالبهيمة حتى يجعل بينه وبينها رسولا إنه القبلة والكلام"، فهم فقهاؤنا هذه الروح من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك وقفوا كثيرا عند حقوق المرأة في العلاقة الجنسية، فبدءوا من مناقشة عدد مرات النكاح وهل هي مرة في الأسبوع، أم مرة كل أربعة أيام، أم بما يؤدي إلى إشباع حاجتها وحاجته وكان هذا هو الأغلب وهو حد الكفاية، واعتبروا ذلك من واجبات الزوج نحو زوجته مثلما هو واجب الزوجة نحو زوجها.
كما اعتبروا عدم قيام الرجل بهذا الحق من أسباب مطالبة المرأة بالطلاق؛ لأن هذا الأمر يوقعها في الفتنة ويجرح مشاعرها، وفي كل ذلك كانوا يتحدثون بلغة راقية من يقرؤها يتعجب من التفاتهم إلى نفسية المرأة ومشاعرها وحرصهم الشديد عليها.
نكمل المسيرة مع الرسول الكريم، "فلا تعزل الحرة إلا بإذنها"، والعزل هو أن يتم القذف خارج المهبل كصورة من صور منع الحمل كان يستخدمها وما زال يستخدمها الكثيرون، هذه اللحظة الخاصة جدا هي حق للمرأة؛ لأنها لحظة وصولها لذروة المتعة من خلال الإيلاج والقذف، فلا يحق للرجل أن يحرم المرأة من حقها في الاستمتاع بهذه اللحظة إلا بإذنها، إن هي رأت أن هذه الوسيلة هي الأفضل لها وآذنت بذلك وتم الاتفاق عليه فليتم العزل وإلا فلا يصح ولا يحق للرجل أن يفعل ذلك.
إنه الحرص الشديد على مشاعر المرأة والذي يصل إلى مراعاة الذوق معها أو ما يسميه المحدثون "أصول الإتيكيت" فيدعو النبي الرجل إلى التزين لزوجته والاهتمام بمظهره، ويذكر أنهن يحببن من الرجال ما يحبه الرجال من النساء في التزين وحسن المظهر.
وفي لفتة رائعة ينهي رسولنا الكريم الرجال العائدين من السفر أو الغزو من مفاجأة زوجاتهم بالدخول عليهم دون سابق إنذار أو إعداد من الطرفين، وكان هو نفسه القدوة في ذلك، فإذا ما كان عائدا من غزوة أو سرية واقترب من المدينة حط رحاله هو وصحابته بالقرب من المدينة وأرسل الأخبار بقرب مقدمه هو وأصحابه، ليس من أجل أن تستعد النساء فقط لاستقبال أزواجهن، ولكن حتى يستعد الرجال أيضا فيصلحوا من شأنهم ويزيلوا آثار السفر والعناء من على أجسادهم وأنفسهم، فإذا ما كان اللقاء بعد شوق وحنين بين الأزواج والزوجات كان لقاء قد تم التهيؤ له، أي لقاء هذا وما هو شكله وكيف سيتم بين طرفين قد تهيأ له، فالزوجة قد علمت واهتمت والزوج قد استعد وارتاح، أي ذوقيات هذه وبأي مقياس تقاس؟!
غياب الزوج ..
سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه التلميذ النجيب في مدرسة النبوة يمر في طرقات المدينة للاطلاع على أحوال الناس من داخل الخيمة يأتيه صوت المرأة الشاكية حالها من غياب زوجها الذي طال، ويعرف الفاروق أن زوج المرأة على ثغر من ثغور الإسلام يجاهد ويقاتل هناك بعيدا يتوجه الخليفة صاحب الحس الإنساني المرهف إلى ابنته حفصة زوجة الرسول الكريم.
إنه يتوجه إلى الخبيرة بنفس المرأة ومشاعرها، ويسألها يا حفصة كم تصبر المرأة على غياب زوجها؟ تجيب الخبيرة بشئون المرأة ثلاثة أشهر، يخرج عمر ليصدر قرارا جمهوريًّا في أمر من أمور الأمن القومي، قرارا خطيرا يترتب عليه من تغيير نظام الجنود والجيش، قرارا يؤثر فعليا على أمن البلاد بألا يسمح لجندي بالغياب في مكان خدمته أكثر من ثلاثة شهور يعود بعدها لزوجته.
هل نتصور ما تكلفة مثل هذا القرار وما آثاره وما الترتيبات الإدارية والنظامية من أجل تنفيذه؟
وما يمكن أن يسببه من ارتباك في حالة الأمن على الجبهة القتالية لحين استقرار الأوضاع؟
كل ذلك كان واضحا أمام عمر رضي الله عنه وهو يتخذ قراره، ولكنها الإنسانية التي تعلمها من رسوله، ولكنها مراعاة شعور المرأة واحتياجاتها، كل ذلك كان عند عمر أهم من الأمن القومي؛ لأن الأمن القومي يبدأ من الأمن الداخلي، والأمن الداخلي هو أمن النفوس واطمئنانها؛ لذا كان هذا القرار العمري من أجل مراعاة احتياجات المرأة ومشاعرها.
إنه منهج القرآن الكريم في التعامل مع العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة وكيف أنها علاقة متبادلة متوازنة، إنه منهج الوسطية والاعتدال الذي ما كان ليميل لأحد على حساب الآخر، ولكن الأمر يحتاج إلى عقول تعي وقلوب تستوعب، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.