توبة مالك بن دينار(قصة جميلة)
--------------------------------------------------------------------------------
روي عن مالك بن دينار أنه سئل عن سبب توبته ، فقال: كنت شرطياً وكنت منهمكاً على شرب الخمر. ثم إني اشتريت جارية نفيسة ؛ فولدت لي بنتاً. فشغفت بها ، فلما دبت الأرض ازدادت في قلبي حباً ، وألفتني وألفتها. قال: فكنت إذا وضعت المسكر بين يديّ جاءت إلىّ وجاذبتني عليه وهرقته من ثوبي ، فلما تم لها سنتان ماتت فأكمدني حزنها.
فلما كانت ليلة النصف من شعبان ، وكانت ليلة الجمعة ، بت ثملاً من الخمر ؛ ولم أصلّ فيها عشاء الآخرة. فرأيت فيما يرى النائم كأن القيامة قد قامت ، ونفخ في الصور ، وبعثرت القبور ، وحشر الخلائق ، وأنا معهم. فسمعت حساً من ورائي ، فالتفت ، فإذا أنا بتنين(نوع من الحيات) أعظم ما يكون أسود أزرق قد فتح فاه مسرعاً نحوي.
فمررت بين يديه هارباً فزعاً مرعوباً. فمررت في طريقي بشيخ نقي الثوب طيب الرائحة ؛ فسلمت عليه فرد السلام. فقلت: أيها الشيخ ! أجرني من هذا التنين أجارك الله ، فبكى الشيخ وقال لي: أنا ضعيف وهذا أقوى مني وما أقدر عليه ؛ ولكن مر وأسرع فلعل الله أن يتيح لك ما ينجيك منه.
فوليت هارباً على وجهي ، فصعدت على شرف من شرف القيامة ، فأشرفت على طبقات النيران ، فنظرت إلى هولها وكدت أهوي فيهامن فزع التنين ؛ فصاح بي صائح: ارجع فلست من أهلها! فاطمأننت إلى قوله ورجعت ، ورجع التنين في طلبى.
فأتيت الشيخ ، وقال:أنا ضعيف ولكن سر إلى هذا الجبل ، فإنّ فيه ودائع المسلمين ، فإن كان لك فيه وديعة فستنصرك. قال: فنظرت إلى جبل مستدير من فضة ، وفيه كوى مخرّمة وستور معلق ، على كل خوخة وكوة مصراعان من الذهب الأحمر ، مفصّلة باليواقيت مكبوبة بالدر ، على كل مصراع ستر من الحرير.
فلما نظرت إلى الجبل وليت إليه هارباً والتنين من ورائي ؛ حتى إذا قربت منه صاح بعض الملائكة: ارفعوا الستور وافتحوا المصاريع وأشرفوا! فلعل لهذا البائس فيكم وديعة تجيره من عدوه. فإذا الستور قد رفعت والمصاريع قد فتحت ، فأشرف عليّ من تلك المخرّمات أطفال بوجوه كالأقمار. وقرب التنين مني ، فتحريت في أمري.
فصاح بعض الأطفال: ويحكم! أشرفوا كلكم فقد قرب منه عدوه.فأشرفوا فوجاً بعد فوج ، وإذا أنا بابنتي التي ماتت قد أشرفت عليّ معهم .فلما رأتني بكت وقالت: أبي والله! ثم وثبت في كفة من نور كرمية السهم حتى مثلت بين يديّ. فمدت يدها الشمال إلى يدي اليمنى فتعلّقت بها ، ومدت يدها اليمنى إلى التنين فولى هارباً. ثم أجلستني وقعدت في حجري وضربت بيدها اليمنى إلى لحيتي ، وقالت: يا أبت "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله" (الحديد 16)
فبكيت وقلت: يا بنية! وأنتم تعرفون القرآن؟ فقالت: يا أبت! نحن أعرف به منكم. قلت: فأخبريني عن التنين الذي أراد أن يهلكني. قالت: ذلك عملك السوء قوّيته فأراد أن يغرك في نار جهنم. قلت: فأخبريني عن الشيخ الذي مررت به في طريقي. قالت: يا أبت! ذلك عملك الصالح أضعفته حتى لم يكن له طاقة بعملك السوء. قلت: نحن أطفال المسلمين قد أسكنا فيه إلى أن تقوم لساعة ننتظركم تقدمون علينا فنشفع لكم.
قال مالك: فانتبهت فزعاً وأصبحت فأرقت المسكر وكسرت الآنية وتبت إلى الله عزّ وجلّ.وهذا كان سبب توبتي.
منقول
--------------------------------------------------------------------------------
روي عن مالك بن دينار أنه سئل عن سبب توبته ، فقال: كنت شرطياً وكنت منهمكاً على شرب الخمر. ثم إني اشتريت جارية نفيسة ؛ فولدت لي بنتاً. فشغفت بها ، فلما دبت الأرض ازدادت في قلبي حباً ، وألفتني وألفتها. قال: فكنت إذا وضعت المسكر بين يديّ جاءت إلىّ وجاذبتني عليه وهرقته من ثوبي ، فلما تم لها سنتان ماتت فأكمدني حزنها.
فلما كانت ليلة النصف من شعبان ، وكانت ليلة الجمعة ، بت ثملاً من الخمر ؛ ولم أصلّ فيها عشاء الآخرة. فرأيت فيما يرى النائم كأن القيامة قد قامت ، ونفخ في الصور ، وبعثرت القبور ، وحشر الخلائق ، وأنا معهم. فسمعت حساً من ورائي ، فالتفت ، فإذا أنا بتنين(نوع من الحيات) أعظم ما يكون أسود أزرق قد فتح فاه مسرعاً نحوي.
فمررت بين يديه هارباً فزعاً مرعوباً. فمررت في طريقي بشيخ نقي الثوب طيب الرائحة ؛ فسلمت عليه فرد السلام. فقلت: أيها الشيخ ! أجرني من هذا التنين أجارك الله ، فبكى الشيخ وقال لي: أنا ضعيف وهذا أقوى مني وما أقدر عليه ؛ ولكن مر وأسرع فلعل الله أن يتيح لك ما ينجيك منه.
فوليت هارباً على وجهي ، فصعدت على شرف من شرف القيامة ، فأشرفت على طبقات النيران ، فنظرت إلى هولها وكدت أهوي فيهامن فزع التنين ؛ فصاح بي صائح: ارجع فلست من أهلها! فاطمأننت إلى قوله ورجعت ، ورجع التنين في طلبى.
فأتيت الشيخ ، وقال:أنا ضعيف ولكن سر إلى هذا الجبل ، فإنّ فيه ودائع المسلمين ، فإن كان لك فيه وديعة فستنصرك. قال: فنظرت إلى جبل مستدير من فضة ، وفيه كوى مخرّمة وستور معلق ، على كل خوخة وكوة مصراعان من الذهب الأحمر ، مفصّلة باليواقيت مكبوبة بالدر ، على كل مصراع ستر من الحرير.
فلما نظرت إلى الجبل وليت إليه هارباً والتنين من ورائي ؛ حتى إذا قربت منه صاح بعض الملائكة: ارفعوا الستور وافتحوا المصاريع وأشرفوا! فلعل لهذا البائس فيكم وديعة تجيره من عدوه. فإذا الستور قد رفعت والمصاريع قد فتحت ، فأشرف عليّ من تلك المخرّمات أطفال بوجوه كالأقمار. وقرب التنين مني ، فتحريت في أمري.
فصاح بعض الأطفال: ويحكم! أشرفوا كلكم فقد قرب منه عدوه.فأشرفوا فوجاً بعد فوج ، وإذا أنا بابنتي التي ماتت قد أشرفت عليّ معهم .فلما رأتني بكت وقالت: أبي والله! ثم وثبت في كفة من نور كرمية السهم حتى مثلت بين يديّ. فمدت يدها الشمال إلى يدي اليمنى فتعلّقت بها ، ومدت يدها اليمنى إلى التنين فولى هارباً. ثم أجلستني وقعدت في حجري وضربت بيدها اليمنى إلى لحيتي ، وقالت: يا أبت "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله" (الحديد 16)
فبكيت وقلت: يا بنية! وأنتم تعرفون القرآن؟ فقالت: يا أبت! نحن أعرف به منكم. قلت: فأخبريني عن التنين الذي أراد أن يهلكني. قالت: ذلك عملك السوء قوّيته فأراد أن يغرك في نار جهنم. قلت: فأخبريني عن الشيخ الذي مررت به في طريقي. قالت: يا أبت! ذلك عملك الصالح أضعفته حتى لم يكن له طاقة بعملك السوء. قلت: نحن أطفال المسلمين قد أسكنا فيه إلى أن تقوم لساعة ننتظركم تقدمون علينا فنشفع لكم.
قال مالك: فانتبهت فزعاً وأصبحت فأرقت المسكر وكسرت الآنية وتبت إلى الله عزّ وجلّ.وهذا كان سبب توبتي.
منقول