من اقوال المحتضرين
بسم الله الرحمن الرحيم
* لما حضرت عبد الملك بن مروان الوفاة نظر الى غسال بجانب دمشق يلوي ثوبا بيده , ثم يضرب به المغسلة , فقال عبد الملك : ليتني كنت غسالا اكل من كسب يدي يوما بيوم , ولم ال من امر الدنيا شيئا , فبلغ ذلك الامام ابا حازم فقال : الحمد الله الذي جعلهم اذا حضرهم الموت يتمنون ما نحن فيه , واذا حضرنا الموت لم نتمن ما هم فيه .
وقيل لعبد الملك بن مروان في مرضه الذي مات فيه : كيف تجدك يا امير المؤمنين ؟ قال : اجدني كما قال اللا تعالى :
" ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم " ومات .
ولما حضرت عمر بن عبد العزيز الوفاة بكى , قيل له : ما يبكيك يا امير المؤمنين ؟ ابشر , فقد احيا الله بك سننا , واظهر بك عدلا , فبكى ثم قال : اليس اوقف , فاسال عن امر هذا الخلق ؟ فوالله لو عدلت فيهم لخفت على نفسي ان لا تقوم بحجتها بين يدي , الا ان يلقنها الله حجتها , فكيف بكثير مما ضيعنا , وفاضت عيناه , فلم يلبث الا يسيرا حتى مات .
وحكي عن هارون الرشيد انه انتقى اكفانه بيده عند الموت , وكان ينظر اليها ويقول : " ما اغنى عني ماليه . هلك عني سلطانيه "
ولما احتضر المامون فرش رمادا واضطجع عليه , وكان يقول : يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه .
ودخل المزني على الشافعي - رحمة الله تعالى عليهما - في مرضه الذي توفي فيه فقال له : كيف اصبحت يا ابا عبد الله ؟ فقال : اصبحت من الدنيا راحلا , وللاخوان مفارقا , ولسوء عملي ملاقيا , ولكاس المنية شاربا , وعلى الله - تعالى - واردا , ولا ادري اروحي تصير الى الجنة فاهنيها , ام الى النار فاعزيها .
ثم انشا يقول :
%لما قسى قلبي وضاقت مذاهبي
جعلت رجائي نحو عفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفوك اعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لن تزل
تجود وتعفو منه وتكرما
ولولاك لم يغو بأبليس عابد
فكيف وقد اغوى صفيك ادما
* لما حضرت عبد الملك بن مروان الوفاة نظر الى غسال بجانب دمشق يلوي ثوبا بيده , ثم يضرب به المغسلة , فقال عبد الملك : ليتني كنت غسالا اكل من كسب يدي يوما بيوم , ولم ال من امر الدنيا شيئا , فبلغ ذلك الامام ابا حازم فقال : الحمد الله الذي جعلهم اذا حضرهم الموت يتمنون ما نحن فيه , واذا حضرنا الموت لم نتمن ما هم فيه .
وقيل لعبد الملك بن مروان في مرضه الذي مات فيه : كيف تجدك يا امير المؤمنين ؟ قال : اجدني كما قال اللا تعالى :
" ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم " ومات .
ولما حضرت عمر بن عبد العزيز الوفاة بكى , قيل له : ما يبكيك يا امير المؤمنين ؟ ابشر , فقد احيا الله بك سننا , واظهر بك عدلا , فبكى ثم قال : اليس اوقف , فاسال عن امر هذا الخلق ؟ فوالله لو عدلت فيهم لخفت على نفسي ان لا تقوم بحجتها بين يدي , الا ان يلقنها الله حجتها , فكيف بكثير مما ضيعنا , وفاضت عيناه , فلم يلبث الا يسيرا حتى مات .
وحكي عن هارون الرشيد انه انتقى اكفانه بيده عند الموت , وكان ينظر اليها ويقول : " ما اغنى عني ماليه . هلك عني سلطانيه "
ولما احتضر المامون فرش رمادا واضطجع عليه , وكان يقول : يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه .
ودخل المزني على الشافعي - رحمة الله تعالى عليهما - في مرضه الذي توفي فيه فقال له : كيف اصبحت يا ابا عبد الله ؟ فقال : اصبحت من الدنيا راحلا , وللاخوان مفارقا , ولسوء عملي ملاقيا , ولكاس المنية شاربا , وعلى الله - تعالى - واردا , ولا ادري اروحي تصير الى الجنة فاهنيها , ام الى النار فاعزيها .
ثم انشا يقول :
%لما قسى قلبي وضاقت مذاهبي
جعلت رجائي نحو عفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفوك اعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لن تزل
تجود وتعفو منه وتكرما
ولولاك لم يغو بأبليس عابد
فكيف وقد اغوى صفيك ادما